لا يمكن الحديث عن الروايس دون الحديث عن الفنانة المقتدرة فاطمة تباعمرانت، رائدة الطرب الامازيغي وصاحبة الرباب الفضي··· اسم فرض نفسه في ظل الحصار الاعلامي الذي تعيشه الاغنية الامازيغية، فنانة حفلت قصائدها بمسرات مستمعيها كما تغنت بمآسيهم ومعاناتهم الاجتماعية·· صوت صداح في الجنوب المغربي، قدمت الكثير للأغنية الامازيغية·
حين تسأل فاطمة تباعمرانت من أنت؟ تجيب بشعرها·
نكازوند يان الكتاب اترسن: أنا أشبه بكتاب مفتوح
أونا تيران أكيس إغر: من يشاء فليقرأه
أونا يكابرن أدور ئغر: ومن كابر فيمتنع
زرنـــاها بمنزلها بالدشيرة بمدينة أكاديــر فاستقبلتنا بحفاوتها وترحابها المعهودين فكان لنا معها الحــوار التالي الذي فضلت أن يكـون بالامـــازيغية·
ü بداية الفنانة فاطمة تباعمرانت نحييك ونشكرك على استضافتك لنا بمنزلك وكسؤال أولي كيف كانت بدايتك الفنية؟
- أولا أشكرك كثيرا على تفضلك بالحضور معي هنا، وهذا منزلك، ومرحبا بك في كل وقت وحين، واغتنم هذه الفرصة لأوجه تحياتي لكل القراء وللجريدة، وأريد القول إنني أتيت الى مجال الفن والأغنية الامازيغية تحديدا بعد عشق طفولي شديد، ولجت هذا العالم في وقت لم يكن للمرأة الامازيغية أي شأن يذكر··· كانت ممنوعة من المشاركة في جل الميادين الحيوية، كان حقل اشتغالها هو تربية الابناء والاعتناء بالبهائم، كانت مقصية من كل مايمت الى الفكر بصلة··· فتعرضت للاستهزاء في البداية····
دخلت عالم الغناء في سنة 1983 مع الفنان الرايس جمال حميدي، وبعد ذلك انتقلت لمجموعة اشتوك وبدأت تسجيل (تنظامت) سنة 1984 مع مولاي محمد بلفقيه وفي ذلك الوقت كنت أقلد أغاني الرايسة تحيحيت مقورن والرقية الدمسيرية، وفي سنة 1988 انتقلت لمدرسة الحاج محمد الدمسيري وفي سنة 1990 كونت فرقتي الموسيقية واستطعت إحياء عدة تظاهرات فنية نقلت مباشرة على الإذاعة والتلفزة الوطنية، كما ساهمت في عدة سهرات وأمسيات فنية أقامتها جمعيات كجمعية الجامعة الصيفية ونادي رجاء أكادير، كما شاركت في التكريم الذي أقيم للمرحوم عمر واهروش بإذاعة طنجة باختصار كانت انطلاقتي جد حسنة وأشكر بالمناسبة كل من شجعني على تخطي الصعاب·
ü في حياتك الفنية، نعرف جيدا أنك تقدرين جميع الفنانين والفنانات لكن إذا سألناك عن ثلاثة فنانين تقدرينهم أو تأثرت بهم في مشوارك الفني فماذا يمكنك قوله؟
- أقدر واحترم الفنانين بصفة عامة، ولكل ميزته الخاصة لكن يعجبني كثيرا الفنان الكبير أحمد بيزماون في طريقة الأداء والغناء لكونه شاعرا وفنانا مرموقا لا يجب أن تنساه ذاكرة الانسان وكذلك الفنان عموري امبارك الذي جمع بين الاصالة والمعاصرة ويعتبر من المناضلين القلائل الذي استطاعوا ايصال الهوية واللغة واللسان الوعي الامازيغي لجمهوره ومحبيه· دون أن أنسى المرحوم الحاج محمد الدمسيري وفاطمة تحيحيت مقورن مجاهد وهي بالمناسبة من الفنانات اللواتي اعتز بهن واحترمهن·
ü ننتقل الى جانب آخر، ما هي المشاكل التي تعترض طريق الفنان الامازيغي وتحد من نشاطه؟
- ما يمكن قوله إن المشاكل كثيرة، والخطير في الامر أن وزارة الثقافة والسياحة لازالت تعتبر أن الفن والثقافة الامازيغية مجرد فلكلور ولا يجب أن نضع الفن الامازيغي في هذا الاطار ثم هناك التهميش سواء من طرف التلفزة المغربية أو السينما مما يجعل مشاهدة الافلام والأغاني الامازيغية عبر الفيديو أو CD ولكن يجب أن يعلم الجميع أننا لسنا جميعا من تلك الطبقة الميسورة الحال التي تمتلك هذا الجهاز هناك قبائل تقطن مناطق نائية محرومة من أبسط الحقوق كالكهرباء مثلا فحتى إذا كانوا يتوفرون على آلة تلفاز فلا يشغلونها الا بما نسميه (باتري) إذ هناك فئة محرومة من مشاهدة الافلام الامازيغية والمشكل الآخر العائق المادي·
ü ما هو الجديد بالنسبة للفنانة فاطمة تباعمرانت؟
- الجديد هو الشريط الأخير الذي طرح مؤخرا بالاسواق والذي وظفت فيه مجموعة من المسائل كالمحبة والتسامح والاخاء ونبذ التعصب وهذه من أخلاقنا وشيمنا كمغاربة والحمد لله·
ü أما بالنسبة للسينما؟
- بالنسبة للسينما هناك فيلم جديد، الظروف القاهرة هي التي حالت دون انجازه في وقته المحدد· لكن فالسينما الامازيغية في تطور مستمر وأنا جد مرتاحة لها نتمنى من المركز السينمائي المغربي والتلفزة المغربية أن يدعما السينما الامازيغية ويدفعا بها نحو التألق والرقي أكثر·
ü ما هي أهم المحاور أو المواضع التي ترتكز عليها أغانيك؟
- المحـــــاور التي أتطرق اليها في اغاني هي ما يتحدث عن أمي التي ولدتني وأمي الامازيغية ذاتي وهويتي كذلك هناك مواضيع مختلفة كموضوع المرأة والتوعية والطبيعة والهوية وتربية الولد والمبادئ الاسلامية وغيرها من المواضيع التي لها علاقة مباشرة بحياة الانسان في بلادنا وحتى خارجه لأن الفن كما ألفنا سماعه ليس له حدود·
الأربعاء مارس 21, 2007 2:10 pm
