الدرس الأول لمبارك بلقاسم في النحو الامازيغي الريفي
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
agraw
عدد الرسائل : 67 تاريخ التسجيل : 20/03/2007
موضوع: الدرس الأول لمبارك بلقاسم في النحو الامازيغي الريفي الأربعاء أبريل 04, 2007 7:19 am
في هذا الدرس يعرض الأستاذ بلقاسم دراسة سوسيو لسانية عن التنوع اللغوي لتاريفيت، ويتحدث بإختصار عن أماكن تواجد متحدثي التنوع اللغوي لتاريفيت.
الدرس الأول تاريفيت أمازيغية الريف (شمال المغرب)تعتبر أمازيغية الريف أو تاريفيت من اللهجات المتفرعة عن اللغة الأمازيغية. تتميز أمازيغية الريف بتجانس كبير في استخدامها بين المناطق المختلفة رغم الظروف الإقتصادية و التاريخية و السياسية الصعبة التي مرت وتمر بها منطقة الريف. أما التغيرات الصوتية و المعجمية التي تمكن ملاحظتها فهي طفيفة غالبا وتعتبر نتيجة منطقية للظروف المناطقية. و قد سميت ب "تاريفيت" نسبة لجبال الريف التي تمتد على شكل قوس كبير شمال المغرب من إقليم الناظور إلى منطقة تطوان (ثيطاوين)- طنجة. وقد لعبت جبال الريف دورا كبيرا في تاريخ المغرب وثامازغا ككل، حيث شكلت ملجأ للسكان المحليين ومركزا لانطلاق المقاومة ضد الغزاة الأجانب من رومان و وندال وفينيقيين وعرب وإسبان وفرنسيين. كما استغلت و تستغل أجزاء وسفوح جبلية في النشاط الزراعي و الرعوي.
في المغرب هناك ثلاث تنوعات رئيسة للأمازيغية:
- أمازيغية الريف (تاريفيت) في الشمال. - أمازيغية الأطلس المتوسط في الوسط. - أمازيغية سوس و الأطلس الصغير (تاشلحيت) في الوسط والجنوب.
وتجدر الإشارة إلى أن أمازيغ الريف لا يسمون لغتهم أبدا تاريفيت بل يسمونها دوما "ثامازيغت" ويسمون أنفسهم "إيمازيغن". أما لفظة "تاريفيت" فيطلقونها غالبا على المرأة الأمازيغية الريفية المنحدرة من قبائل الريف بإقليم الحسيمة.
تستخدم تاريفيت في جميع مناطق شمال المغرب وإن بنسب متفاوتة بالنظر إلى التعريب الذي يطال المنطقة كغيرها من مناطق المغرب. من بين المراكز الحضرية التي تستخدم فيها تاريفيت نجد : الناظور، الحسيمة، أزغنغان، العروي، سلوان، ميضار، وجدة، تازة، تطوان (ثيطاوين)، طنجة وغيرها. كما تستخدم أيضا في مناطق بغرب الجزائر. وتوجد جالية أمازيغية ريفية كبيرة بأوروبا الغربية تتركز بالخصوص في هولندا، ألمانيا، بلجيكا وإسبانيا و بنسبة أقل في فرنسا وإيطاليا. وساهم مناخ الحرية والإنفتاح الثقافي بأوروبا الغربية في اهتمام الريفي المهاجر بلغته الأصلية ومحاولة التواصل والإنتاج الثقافي بها. كما أن الجامعات الأوروبية أخذت تهتم بالأمازيغية ككل وبالريفية بالخصوص.
بقي استخدام تاريفيت شفويا لمدة طويلة وأدى انفصالها عن تاشلحيت وأمازيغية الأطلس المتوسط طويلا لظروف سياسية وتاريخية إلى تطورالتنوعات الثلاث بشكل شبه مستقل. مما يفرض اليوم على اللسنيين و اللغويين والكتاب والأكادبميين تكثيف الجهود لتوحيد تدريجي مدروس ليس فقط بين التنوعات المغربية الثلاث بل أيضا بينها وبين القبايلية والنفوسية والغدامسية والطوارقية وغيرها. هذا التوحيد ليس بالصعوبة التي قد يبدو بها إذا نظرنا إلى الإتحاد الموجود أصلا بين كل هذه التنوعات في النحو والقواعد اللغوية والتقارب والتشابه الكبيرين على مستويي المعجم والنطق. ثم إن التوحيد لا يعني المعيرة الصارمة للقواعد والتهجئة والمعجم و "طرد" كلمات من المعجم والإبقاء على أخرى. وهكذا يمكن أن نتحدث عن معاجم واسعة (مثل معجم الأستاذ محمد شفيق) وقواعد مرنة. ويجب أن يتنبه الجميع إلى ضرورة عدم السقوط في فخ "الأمازيغية الفصحى" و"الأمازيغية الدارجة"، كما هو الحال في العربية و أن تكون الأمازيغية المنطوقة هي نفسها المكتوبة لما في ذلك في فوائد عظيمة لا تخفى على أي متأمل لما هو الحال عليه في اللغات الأوروبية حيث لا يوجد أي فرق يستحق الذكر بين المنطوق والمكتوب.